الأحد، 6 ديسمبر 2015

عمرو عبد الهادي يكتب : لقاء الجبابرة


       هذا الفيلم الهندى العتيق الذى لا يوجد من لم يشاهده , هو الاسم الأنسب للقاء تليفزيونى فاتر بين مذيع قناة الشرق معتز مطر مع رئيس تحرير قناة الشرق دكتور أيمن نور , و الحقيقة أن اللقاء فاتر ليس فقط لتكرار حكايات رُويت فى منتديات و لقاءات عشرات المرات و لكن أيضاً لأن اللقاء كان بلا أنياب للمذيع و بلا مجهود للضيف رئيس تحرير القناة .
       و لا أعلم هل إحتفال دكتور أيمن نور بعيد ميلاده عن طريق لقاء إعلامي هي سنة أم هي من قبيل القناة قناتى و الهواء هوائى , و إن كانت سنة فهل في ذكرى مولد أعضاء مجلس الأمناء المحترمين ( دكتور منصف المرزوقي و الأستاذة توكل كرمان و الدكتور محمد محسوب والدكتور طارق الزمر و الدكتور سيف عبد الفتاح و الشاعر عبد الرحمن يوسف ) سيكونوا على الشاشة في تلك الذكرى أم هي ميزة لرئيس تحرير القناة فقط ؟! . 
        أما ما جاء فى اللقاء فكان هناك كم مغالطات لا حصر لها بداية من مغالطة حول نسبة المشاهدة التي عرضها المذيع على الشاشة تحت مسمى "جوجل تريند" و التي لا تعبر إلا عن محرك البحث فقط الذي هو غير مهني و يعتمد على كل من بحث عن كلمة الشرق و بحث عن كلمة الحياة و بحث عن كلمة صدى البلد و لا دخل له لتقييم أداء أو عدد مشاهدات القناة , و يعلم هذا كل من يعمل في الحقل الإعلامي حيث أن القنوات ذات المصداقية تلجأ لعمل إستبيان علمي عن طريق شركة "إبسوس" و يتم دفع مبلغ يتخطى 250 ألف دولار ليتم تقييم القناة و مشاهداتها و عمل تحليل شامل يستفيد منه واضعي سياسات في دول و قنوات حول مدى جدية القناة و النجاحات و الإخفاقات ، و تقوم بتلك الإحصائيات قنوات مثل الجزيرة و العربية و السي ان ان و البي بي سي و غيرها , و طبعا لن نتجاهل ما قيل بأن هذا التحليل غير مدفوع مثل البعض ، في إشارة منهما إلى أن القنوات الأخرى تدفع لكي يتم خداع المشاهد ، و هذه مغالطة ترقى لمرتبة الجريمة في حقي كمشاهد , و بعيدا عن الشرح الذي يأخذ المشاهد في متاهة و لتبسيط الموقف , هل يعقل عزيزي القارئ أن يترك المواطن المصري قنوات مثل الحياة و السي بي سي و صدى البلد بما تحتويه من مسلسلات و ترفيه و سياسة و طبخ و قنوات تملك من الابهار السمعي و البصري ما يستهوي المشاهدين ليتوجه إلى قناة تناقش اصطفاف و تدعو لثورة كما يقولون !!! لا طبعاً هذا لا يصلح عقليا و لا عمليا ، و حينما سألت احد رؤساء القنوات عن نسبة مشاهدة قناة الشرق طبقا لتقييم ( ابسوس ) تحت ادارة دكتور ايمن نور قال لي حرفيا انها ليست نسبه متدنية بل انتحرت .
             أما الغلطة التي كانت مقصودة هى رفع قناة مكملين نهائيا من بحثهم في "الجوجل تريند" و كأنها غريمهم اللدود ، فبدل أن ينافسوهم قروروا إقصائهم حتى يصبحوا الأول , و من عجائب القدر أن يتم التشويش على برنامج مصر النهاردة الذي يقدمه الإعلامي محمد ناصر في نفس توقيت حلقة الدكتور أيمن نور , و لكن ما لا يعرفه القائمون عليها أن لقاء دكتور أيمن نور مع الإعلامي محمد ناصر استطاع فيه محمد ناصر أن يخرج الوجه الأخر لدكتور أيمن نور ... و للحديث بقية فهذا اللقاء تحليله لن يستوعبه مقال واحد فسافرد له مجموعة مقالات أبدأها من هنا .