الأربعاء، 1 فبراير 2012


شباب ثورة مصر يطمحون للمزيد


انتهى العام الأول من عمر الثورة المصرية ولم ينته جدل التساؤل بشأن ما حققته هذه الثورة ما بين تفاؤل لدى البعض بأن الثورة تسير في الطريق الصحيح، وتشاؤم لدى آخرين بأن ما تحقق يبقى أقل بكثير من طموحاتهم.
فمع اكتمال العام الأول لثورة 25 ينايرالتي أجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على التخلي عن السلطة، دعا بعض شباب الثورة إلى ما وصفوه بموجة ثورية جديدة لمواصلة الضغط حتى تنفيذ كامل مطالب الثورة باعتبار حتى الشعارات الرئيسية وهي الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ما زالت بعيدة عن أرض الواقع.
ويعتقد وائل غنيم الذي ساهم بقوة في إشعال جذوة الثورة عن طريق صفحة "كلنا خالد سعيد" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن وتيرة التغيير لا تسير بشكل مرض، لكنه يقر في الوقت نفسه بأن التعافي من آثار ستين عاما من الدكتاتورية وثلاثين عاما من الفساد، لا يمكن أن يتم في غضون عام واحد.
نقل السلطة
ويضيف غنيم أن المهم الآن هو استكمال عملية نقل السلطة من المجلس العسكري إلى رئيس مدني منتخب وذلك بعدما تم انتخاب أعضاء مجلس الشعب.
أما اتحاد شباب الثورة وهو واحد من الكيانات التي تضم شباب الثورة فقد عبر في بيان عن اعتقاده بأن الثورة لم تحقق مطالبها، وأن مبارك قد سقط لكن نظامه لم يسقط، كما أن الحرية لم تتحقق، وما زالت هناك محاكم عسكرية للمدنيين وملاحقات للناشطين فضلا عن قوانين تمنع الاحتجاج والاعتصام.
وبدوره يعتقد ائتلاف شباب الثورة -الذي تنضوي تحت لوائه عدة قوى ثورية- أن المجلس العسكري الذي تسلم السلطة من مبارك لم يحقق مطالب الثورة كما أنه أظهر فشلا في إدارة المرحلة الانتقالية ودفع الكثيرين للشك بنواياه ومواقفه خصوصا بعد سقوط عشرات الشهداء في أحداث ماسبيرو وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء.
إنجازات مهمة
من جانبه، يرى الناشط السياسي محمد فؤاد جاد الله -الذي لم يمنعه عمله كنائب لرئيس مجلس الدولة عن المشاركة في الثورة منذ بدايتها- أن الثورة حققت إنجازين مهمين أولهما إسقاط رأس النظام السابق المتمثل في شخص حسني مبارك والثاني إجراء انتخابات مجلس الشعب التي عكست إرادة الشعب المصري.
بيد أن جاد الله يضيف -في حديث للجزيرة نت- أن هناك العديد من مطالب الثورة لم تتحقق بعد وفي مقدمتها نقل السلطة إلى رئيس مدني منتخب ومحاكمة قتلة الثوار ورموز النظام السابق، فضلا عن ضرورة إبعاد العسكر عن كافة الملفات المدنية.
ويتفق المنسق العام لائتلاف الثائر الحق عمرو عبد الهادي مع جاد الله في أن إزاحة مبارك عن الحكم وانتخاب برلمان جديد هما الإنجاز الأبرز للثورة حتى الآن، بالإضافة إلى إنجاز رئيسي آخر وهو كسر حاجزي الخوف والصمت لدى الشعب المصري.
لكن عبد الهادي يؤكد للجزيرة نت أن ما لم يتحقق من مطالب الثورة يبقى كثيرا وفي مقدمته عدم القصاص لشهداء الثورة ومصابيها، إضافة إلى عدم تطهير العديد من المجالات الحيوية كالقضاء والإعلام وأجهزة الرقابة.
وحمل عبد الهادي المجلس العسكري مسؤولية عدم تحقيق هذه المطالب فضلا عن غياب الأمن وتدهور الاقتصاد مؤكدا أن خروج مئات الآلاف من المصريين إلى ميدان التحرير في الذكرى الأولى للثورة أكد أن الثورة ما زالت مستمرة رغم أنف من يحاربونها أو يسعون لاحتوائها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم في مدونه الثائر الحق