الجمعة، 30 أكتوبر 2015

عمرو عبد الهادي يكتب لعربي 21 : الامبريالية الاماراتية !


سمعت منذ عدة ايام احد الحوارات التي كانت تدور من مسؤول اماراتي يسرد في احد مواقع التواصل الاجتماعي و تحديداً برنامج البال توك على حد زعم الناشر عن خطة اسقاط مرسي بالتفاصيل المملة , و طبعاً لم أهتم لما فيه نظراً لشكي في المحتوى و علمي بامكانية اصطناعه , و لكن لفت نظري حينها حديث هذا الاماراتي عن ضرورة الضغط على وزير الرياضة ان ذاك اسامه يس , حتى لا تعود الرياضة المصرية متمثله في النشاط الكروي و خاصه الدوري العام في عهد الدكتور محمد مرسي و ان عاد لا يجب عودة الجماهير للملاعب لان هذا يصدر صورة استقرار لدولة الرئيس محمد مرسي , و رغم تذكرنا جميعاً ما فعله نجوم الكرة المصرية ان ذاك من مؤتمرات و مسيرات و الظهور في برامج للضغط على الرئيس , الا انني لم اعير التسجيل اهتماما , الى ان علمت ان يوم 15 اكتوبر ستستضيف الامارات السوبر المصري في ابو ظبي , و رغم زوال اهتمامي بالرياضة منذ ثورة يناير و لكني حرصت على رؤية مراسم بدء المباراة لتقييم الوضع سياسيا فرأيت نزول المندوب السامي الاماراتي وزير الدولة السلطان جابر الأحمد للترحيب بلاعبي الاهلي و الزمالك , و طبعاً هذا الوزير نفسه هو من أعلن عن مشروعات الفنكوش المصرية التي بدأت من مشروع المليون وحده سكنية و قناة السويس مروراً بالاعلان عن وظائف في مصر للشباب و جمع تبرعات لمستشفى 57357 و أخيراً و ليس اخراً مشروع العاصمة الادارية , بمجرد سرد دور هذا المندوب السامي الاماراتي يعيد الى أذهاننا تعريف ڤلاديمير إليتش لينين لمفهوم الامبريالية التي لطالما ارتبط مصطلحها بكلمة توسعيه , و الإمبريالية في عام 1900 التي اطلقها لينين كانت عن الدول الكبرى التي تسعى للسيطرة على الدول الصغرى , و إن كان حياً الان ورأى الامبريالية الاماراتية التوسعية في مصر لكان أعاد تعريف و صياغة نظريتة السياسية مره اخرى , ان من يتابع الشأن المصري يرى كيف ان الامارات تدخلت سياسياً في مصر حيث انها لم تترك مجالاً الا و اقتحمته اولاً ثم سيطرت عليه ثانياً ثم ادارته ادارة مباشره ثالثاً , لدرجة ان هناك وزارات مثل وزارة الخارجية كانت تدار بمعزل عن عبد الفتاح السيسي نفسه لولا تغيير وزير الخارجية مؤخراً فعادت الادارة التشاركية للحقيبة بين السيسي و محمد بن زايد , قد يرى القارئ في ذلك مبالغة و لكنها الحقيقة لقد كانت بعض بيانات الرئاسة في مرحلة الوزير نبيل فهمي لا تمر على الخارجية حتى لا تعلم بها ابوظبي قبل صدورها, ان الاعلام و الاعلاميين الذين احتفوا بالبطاطين و الرز الاماراتي هم أنفسهم الذين أشاعوا عن قطر التي ساعدت رؤساء مصر و اتساعدهم الى الان دون مقابل , كما اشاعوا عنها ايضا انها ستشتري الاهرامات و ستشتري قناة السويس و غيرها , ان الفكر التوسعي يكون بمجهود و بقدر الدول لا بحجم مساحتها , فنرى مثلا قطر رغم ان مساحتها 11000 كيلو متر مربع الا انها توسعت في مجال الرياضة و الاعلام و اختصت نفسها بالصبغة العربية الملتزمة الى حد كبير و يظهر هذا في المناسبات الاسلامية و كيفية استقطاب كل نجوم الدين و الدعوة و السياسة ايضا و لم تتدخل في سياسات دول او تجعل وزيراً لديها يدير دولة اخرى سواء كانت دولة كبيره او دوله صغيره مما جعل تواجدها على الساحة العالمية تتفوق على دول كبرى في الاتحاد الاوروبي , بينما الامارات مجتمعه التي تبلغ مساحتها 86716 كيلومتر مربع لم تستطع الى الان أن يكون لها طابع مميز في الوطن العربي الا التوسع الرأسي في البنيان و استقطاب رؤوس الاموال لتبييضها و اعادة تدوير منتجات العالم تحت مسمى صنع في الامارات عبر ميناء جبل علي , و لا اعلم حقيقتاً كيف لهم ان يتدخلوا هذا التدخل السافر دون ادنى مراعاة لمشاعر مواطني دولة اخرى , و لا اعرف ماذا يتوقعون بعد هذا من استفزاز مشاعر 90 مليون مواطن مصري , و انا احدهم ارى في كل يوم وزير الدولة الاماراتي يدير دولتي التي زاد عمرها على 7000 عام , و هل يقبل هذا الوزير ان تتدخل مصر في مرحلة ما بعد السيسي لتستضيف رئيس حزب الأمة الاماراتي المعارض حسن أحمد الدقي في مصر و تتبني مؤتمراته و تتبني فكره , و هل وقتها سيكون لدى الامارات ما يجعلها تردع و تمنع مصر من هذا و هي لها في كل مناسبه منذ 3 يوليو صورة و فيديو يؤكد هذه الامبريالية , ام انها ستكون جاهزه باعتذار للشعب المصري و الشعب العربي , ام سيكون هناك تمثيلية على اثر فشلها امام الشعب الاماراتي الشقيق في الملف المصري , لقد ابهرتنا الامارات بتوسعها الرأسي سابقا و هدمت سمعتها بفكرها الامبريالي اما هذا التوسع الأفقي على حساب شعب مصر مرفوض و سينقلب السحر على الساحر قريباً .