السبت، 5 مايو 2012

بعد مرور 14 شهراً علي ثورة 25 يناير أصبح وصف «ناشط سياسي» مهنة من لا مهنة له، واختلط الحابل بالنابل حتي أصبحت الكلمة سيئة السمعة تضر من تطلق عليه أكثر مما تنفعه،
وتساوي في ذلك الثوار الحقيقيون الذين يستحقون هذا الوصف، ومن اعتبروا الأمر سبوبة للظهور في الفضائيات وتحقيق الشهرة وجمع المال في آن واحد.
هذا الوضع الشاذ يتطلب تقنيناً فورياً للموضوع قبل أن نري أرباب سوابق ومسجلين خطراً يقدمون أنفسهم كنشطاء سياسيين، والعبء الأكبر في ذلك يقع علي الفضائيات ووسائل الإعلام التي يجب أن تتحقق من هوية وتاريخ من تقدمه في ثوب الناشط السياسي، ليستعيد الوصف بريقه من جديد وينصرف عنه من لا يستحقه.
وعن مصدر هذا المصطلح يشير الدكتور أحمد القصير، أستاذ الاجتماع السياسي، إلي أن كلمة ناشط بشكل عام هي كلمة معربة من الكلمة الإنجليزية (activist)، وتشمل أي فرد يشترك في نشاط يرتبط بقضية ما ويبذل في سبيل هذه القضية أو هذه الأنشطة وقته وجهده، وأحيانا كثيرة ماله، من دون مقابل سوي خدمته لهذه القضية.
ويؤكد القصير أن حالة الالتباس التي عند الكثيرين اليوم تجاه هذا اللقب تعود إلي طبيعة اللقب نفسه، حيث يعاني من ميوعة سياسية مقارنة بلفظ (مناضل سياسي) الذي كان متعارفا عليه في السابق، مشدداً علي أن الإعلام قدم بعض النماذج غير الجيدة علي السطح، حيث يختار أشخاصاً بأعينهم ويقدمهم للرأي العام.
فيما يري أحمد عودة، سكرتير عام مساعد حزب الوفد, أنه من حق كل مواطن أو مواطنة أن يهتم بأمور بلاده وقضاياه, وأنه حق وواجب وطني, مشيرا إلي أن اقتصار لفظ «ناشط» علي عدد من الأشخاص لا يعدو كونه تعبيرا ينطوي علي التكريم أو المجاملة, لكنها ليست مهنة أو حرفة، مضيفاً أنه علي كل شخص أن يلتزم بإبداء رأيه علي اعتبار أنه حق مكفول للجميع بشرط ألا ينصب نفسه زعيماً وصفاً أو قولاً يتحدث بلسان العامة.
يصدق علي ذلك جمال أحمد, القيادي بحزب النور, قائلاً: إن الناشط يتم تقييمه من خلال فكره وحديثه, مشيرا إلي أن الناشط السياسي هو الشخص الفاهم لظروف بلاده من خلال ما يقدمه من دعم فكري لدي القيادة السياسية, مضيفاً أنه إنسان يتجرد لخدمة وطنه مهما كانت ثقافته أو فكره بعيداً عن العصبية.
بينما يوضح عمرو عبدالهادي, المنسق العام لائتلاف الثائر الحق, أن الناشط السياسي هو الذي تتميز آراؤه السياسية الدقة والصحة من خلال استنتاجات سابقة, رافضا القول إن الناشط السياسي الذي يبدو أمام الفضائيات هو ذاته الثوري في الشارع, فليس كل ثائر يصلح أن يكون سياسياً.
واتهم «عبدالهادي» ما أسماه أجهزة الدولة السرية صبغ عدد من العناصر المندسة بصبغة الثوار ومنهم بعض النشطاء السياسيين المحسوبين عليهم خطأً, مشيرا إلي أنهم لم يتطرقوا مطلقا في تصريحاتهم بأي ألفاظ خارجة أو مهينة لأي جهة أو شخص.
في سياق متصل يؤكد أيمن عامر, منسق الائتلاف العام, أن النشاط كان موجودا منذ سنوات طويلة وارتبط بتقدم المجتمعات وتطورها, فضلاً عن قيام أصحابه بالعمل السياسي والحزبي, وأن يكون ذا تاريخ نضالي معروف، فضلاً عن مواقفه وآرائه السياسية المشهود لها, مشيراً أن ما يشهده الإعلام الفضائي فيما يشبه الغزو من قبل بعض من يدعون نشطاء فهم يمثلون مواقف ارتجالية تعبر عن أصحابها فقط.


اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - العشوائية ساوت بين الثائر والعاطل