السبت، 12 مايو 2012

بوابة أخبار اليوم - أيمن نور الذي عرفته


أيمن نور الذي عرفته

بقلم : عمرو عبد الهادي

عرفت أيمن نور باكرا في حياتي لأنني من مواليد منطقة الظاهر في قلب حي العباسية ,كما أنني تحديداً كنت أقطن بشارع الجيش الذي كان به مقر أيمن نور الانتخابي .

كانت دائرة الظاهر وقتها حِكراً على شخص بعينه ، ولم تكن دائرة العتبة و الموسكي أفضل حالاً من الظاهر فقد كانت هي الأخرى حكرا على شخص بعينه وظللنا نعيش كمواطنين وقد ترسخ في قرارة أنفسنا أن هذه الدوائر قد باتت ملكا لهؤلاء الناس إلى أن أتى الشاب أيمن نور وقتها و أدهشنا بخوضه المعركة لانتخابات الشعب عام 1995وكانت معركة حامية الوطيس مما أدى إلى إصابة أيمن نور بطلق ناري , فكان له عظيم الأثر في التفاف الناس حوله في الانتخابات البرلمانية إلى أن فاز بها.

وبعد فوزه فجر لنا أيمن نور مفاجأة إذ وجدنا أمامنا عضو مجلس شعب لا يكل و لا يمل من خدمة المواطنين , و جاء عام 2000 فارتبط صدق نيته وإخلاصه بفوزه للمرة الثانية ,ولم ينس رفع الروح المعنوية بإزالة بعض التلوث البصري لسكان المنطقة بتغيير معالم الميدان ,فتم تجميل وتحويل ميدان الشعرية إلى ميدان الموسيقار محمد عبد الوهاب وأنشأ قاعة مناسبات يستفيد منها فقراء دائرته و غيرها من الدوائر الأخرى كما ساهم بتحسين أحوال منطقة العتبة و الموسكي..الخ.


ثم كانت مفاجأة المفاجآت إذ وجدناه يتصدى لحسني مبارك جهاراً نهاراً في انتخابات الرئاسة عام 2005 و انتقده علناً, فما كان من النظام القديم إلا بالدفاع عن نفسه وكيلت له الاتهامات, وبالفعل زُج بأيمن نور في السجن وشعرنا نحن أبناء الدائرة بالحزن والمرارة وتناقلت وكالات الأنباء صورنا ونحن نبكى فقد كان لدى كل واحد منا شعور بأن أخيه محبوس وبأن أحد أفراد العائلة يعيش في السجن تحت قبضة أعدائه .


ورأيت عن نفسي ما حدث لأيمن نور من عملية اغتيال سياسي وازداد تعاطف أهل الدائرة معه من منطلق إنساني قبل كل شيء بل وليس أبناء الدائرة وحدها بل وكثير من المصريين بل وحتى أمريكا نفسها تعاطفت مع الرجل.


وبعد خروجه من السجن أكمل مشواره الحالم لمصر بمكانتها التي تليق بها بين الدول العظمى فقام بتشكيل حركة كفاية التي كانت أحد أضلاع النضال بثورة 25 يناير.


بغض النظر عن أن يكون صوتي له أم لا ,فكلمة حق إن الدكتور أيمن نور فهو إنسان بمعني الكلمة , اختلف معه سياسياً كما تشاء و لكن إنسانياً لن تختلف معه قيد أنملة ,فهو إنسان وفي , صدوق , مجتهد , ذو كبرياء , عف اللسان , صبور, و ما تستغرب له احتوائه لأعدائه قبل أصدقائه, و أعترف أنني لم أكن أعلم قوة أيمن نور الميدانية إلا بعد أن أتاه العفو , لأن هذا العفو أربك حسابات مرشحين كُثر تهافتوا في التودد إليه, فإن لم يكن الرئيس القادم فإنه يستحق بحق أن يكون أحد أضلاع أي تحالفات رئاسية ,و أجمل ما فيه انه كلما اقتربت منة تجد الحياة بالنسبة له جميلة جدا.
 http://akhbarelyom.org.eg/news31964.aspx